النجاة من الوباء: نصائح عَمَلية من أجل الصحّة النفسية لأطفالك (REMEMBER)
كتابة: د. هشام حمودة
ترجمة: مجد السليتي ومحمود أبو عادي
تأثّرت حياة الملايين من الأطفال حول العالم وغَدَت مُهّدّدة بالخطر، بالتزامن مع تسجيل المزيد من حالات الإصابة بفايروس كورونا المستجدّ (COVID-19) من قبل منظمة الصحة العالمية، حيث وصل الفايروس إلى 135 بلداً (وهو عدد سيستمر بالارتفاع غالباً).
هل تشعر بالضغط النفسي والإرباك بسبب ما تشاهده وتسمعه من الأخبار المتواصلة طوال الوقت؟ حسناً، لستَ وحدك من يعاني من ذلك!
إليكَ بعض الطرق السهلة التي تمكّن الآباء والأمهات من دعم ومساعدة أطفالهم والحفاظ على صحتهم خلال هذه الأوقات والظروف الصعبة:
1. طَمئِنهم وهدّئ من روعهم (Reassure them): التزم بالحقائق، لكن أخبر أطفالك في نفس الوقت أنّك ستحميهم وتكون دائماً معهم وموجوداً من أجلهم مهما حدث. لحسن الحظ، يشير ما نعرفه إلى الآن عن المرض إلى أنّه يكون أقلّ شدّةً إذا ما أصاب الأطفال، كما أنّه لم تُسجّل حالات وفاة في هذه الفئة العمرية.
2. مَكِّنهم (Empower them): تشكّل هذه الظروف فرصةً للأطفال ليتعلموا قيم الاهتمام والاعتناء بالآخرين، والتفكير بالمجتمع من حولهم (المسؤولية المجتمعية). اطلب من أولادك أن يكتبوا رسائل شكر وتقدير للعاملين في مجال الرعاية الصحية على خطوط المواجهة الأولى (يمكن إيصال الرسائل لهم لاحقاً)، أو شجّعهم على أن يتبرّعوا لجهود الإغاثة الإنسانية للمرضى والمحتاجين، أو اقترح عليهم إجراء اتصالات هاتفية ليتفقّدوا بها أحوال الجيران وكبار السنّ للاطمئنان عليهم أو ترك رسائل لطيفةً لهم.
3. حافظ على هدوئك (Maintain your own calm): عليكَ بنفسك أولاً! من المهم أن تتمالك أعصابك جيداً أمام أطفالك، فهم سيقلّدونك ويفعلون ما تفعل لا ما تقول. عليكَ أن تعتني بنفسك جيداً لتستطيع السيطرة على توتّرك الذاتيّ، مما سيمكّنك من التعامل مع التوتّر الذي يواجههم بشكل أفضل.
4. أشغِلهم (Engage them): توفّر هذه الأوقات فرصةً جيدة لقضاء وقتٍ عائليّ مُميّز في المنزل! حاول أن تجعل أطفالك يستغلّون وقتَهم بكل الطرق الممكنة. العبوا سويّةً، أو شاهدوا الأفلام، أو تشاركوا في طهي وإعداد الطعام
5. أَدِر انفعالاتهم وعواطفهم (Manage their emotions): امنح أطفالَك الفرصة لكي يطرحوا أسئلتهم، ويناقشوا مشاعرهم حيالَ الوباء والجائحة، وكيف تؤثّر عليهم. هذا أمرٌ مهمّ للغاية، خصوصاً لدى انعزالهم عن أصدقائهم ونمط حياتهم المُعتاد بسبب إغلاق المدارس. ليس عليك أن تجيب على الأسئلة دائماً، لكن مجرّد استماعك وتواجدك معهم له بالغ الأثر على حالتهم النفسية. قد تكون هذه فرصة جيدة أيضاً لتعليمهم بعض طرق الاسترخاء، مثل: التنفس العميق (deep breathing) والتأمّل (meditation).
6. احذر (Beware): التعرّض لوسائل الإعلام قد يكون مُربِكاً ومسبّباً للمزيد من الضغط والذعر لدى الأطفال، كما أنّها قد لا تحتوي دائماً على معلومات دقيقة.
7. عَلِّمهم (Educate them): هذه فرصةٌ مهمة لتعلّم أطفالك عادات وممارسات مفيدة وصحية، مثل كيفية الحفاظ على نظافة اليدين وكيفية تغطية الفم والأنف عند السّعال أو الكحّة. وربما تكون فرصة لزيادة اهتمامهم بالعلوم أو بالوظائف التي تساعدنا في مثل هذه الأوبئة والظروف، مثل أن تقول لهم: “كم سيكون عظيماً لو تمكّن أحد العلماء من اكتشاف لُقاحٍ لهذا المرض؟”، أو “يقوم الممرّضون والممرّضات بعمل مذهل في رعاية المرضى!”، أو “هل تستطيعون تخيّل مدى أهميّة ما يقوم به عمال النظافة في هذه الأيام لإبقائنا أصحّاء؟”.
8. بناء روتين والالتزام بنظام يوميّ (Routines): حاول المحافظة على روتين معتاد قدر الإمكان. قد يكون ذلك بنشاطات من قبيل: تناول الطعام معاً، قصص ما قبل النوم، سهرات مشاهدة الأفلام المنزلية.. إلخ. لا تنسَ أن تشجّعهم أيضاً على ممارسة التمارين الرياضية في المنزل، وشرب كميات كافية من الماء بانتظام. اجعلهم يخرجون لاستنشاق بعض الهواء النقيّ أيضاً في حديقة البيت أو فنائه كلما استطعتَ ذلك!